يسعى منتخب ألمانيا الذي يواجه نظيره البولندي الأحد في مدينة غلاكينفورت ضمن منافسات المجموعة الثانية لكأس أمم أوروبا 2008 الثالثة عشرة إلى تحقيق فوزه الأول في بطولة أوروبا لكرة القدم منذ أن توج باللقب عام 1996 بفوزه على تشيكيا 2-1 بالهدف الذهبي.
ومنذ تلك المباراة، خاضت ألمانيا 6 مباريات في البطولة القارية من دون أن تحقق فوزاً واحداً، إذ تعادلت في ثلاث وخسرت ثلاثا، لكنها في المقابل لم تخسر أمام بولندا في تاريخ لقاءات المنتخبين التي بدأت عام 1933، فالتقيا 15 مرة انتهت 11 مباراة منها بفوز ألمانيا و4 بالتعادل.
وأكد قائد منتخب ألمانيا ميكايل بالاك العائد إلى مستواه بعد جراحة في كاحله أبعدته عن الملاعب معظم فترات الموسم مع فريقه الحالي تشلسي الانكليزي، أنه وزملاءه مصممون على فتح صفحة جديدة في البطولة القارية واستعادة نغمة الفوز.
وقال بالاك: "أعضاء المنتخب مصممون على طي صفحة سوداء وبالطبع نأمل بأن نفوز على بولندا في مباراتنا الأولى لكن لا شيء مضمونا". وتابع "استعدينا جيدا للبطولة وعلينا أن نظهر قتالية وشجاعة داخل الملعب".
وتعتبر المباراة إعادة للقاء المنتخبين في الدور الأول من مونديال 2006 في ألمانيا عندما انتظر أصحاب الأرض الوقت بدل الضائع ليسجل لهم اوليفر نوفيل هدف المباراة الوحيد.
ويعترف مدرب ألمانيا الحالي يواكيم لوف الذي خلف يورغن كلينسمان بعد النهائيات مباشرة بعد أن عمل مساعدا له بان ألمانيا كانت محظوظة بالفوز على بولندا، وقال: "لقد وقف الحظ إلى جانبنا في تلك المباراة، كانت بولندا تستحق الخروج بنقطة".
وتابع: "المنتخب البولندي الحالي أقوى خصوصاً بإشراف مدرب قدير هو (الهولندي) ليو بينهاكر".
ويتوجب على لوف الاختيار بين لوكاس بودولكسي وماريو غوميز لكي يلعب أحدهما إلى جانب ميروسلاف كلوزه هداف المونديال الأخير، وربما أشرك الاثنين معا شرط تراجع بودولكسي ليلعب وراء المهاجمين.
وتمثل المباراة أهمية خاصة بالنسبة إلى كلوزه وبودولسكي تحديداً لأن كلاهما ولد في بولندا قبل أن يهاجرا إلى ألمانيا، وهما يتكلمان البولندية بطلاقة وغالبا ما يستعملان لغتهما الأم في التحدث إلى بعضهما البعض في الملعب.
ويقول بودولسكي: "المباراة مهمة جدا بالنسبة إلي لان قسما كبيرا من عائلتي لا يزال يعيش في بولندا، وتابعت عدة مباريات للمنتخب البولندي في الآونة الأخيرة وهو منتخب جيد".
ولدى السؤال عن ثقته بإمكانية اللعب أساسياً، قال بودولسكي: "الأمور تسير بطريقة جيدة وأنا أتدرب كما لو أنني سأشارك أساسياً ضد بولندا، لكن القرار في يد المدرب".
أما كلوزه الذي يحتفل بعيد ميلاده الثلاثين الاثنين فولد في اوبول في بولندا قبل أن يهاجر إلى ألمانيا عندما كان في السابعة من عمره.
في المقابل، يخوض المنتخب البولندي النهائيات للمرة الأولى في تاريخه ويريد أن يضرب بقوة في مباراته الأولى ضد ألمانيا.
ونجح المنتخب البولندي في تصدر مجموعة ضمت البرتغال وصربيا وفنلندا وبلجيكا بعد بداية سيئة شهدت خسارته على أرضه أما فنلندا لكنه استعاد توازنه لينتزع المركز الأول.
ويقود المنتخب المدرب القدير والخبير ليو بينهاكر صانع المعجزات بعد أن قاد منتخبات السعودية عام 1994 وترينيداد وتوباغو (2006) إلى نهائيات المونديال للمرة الأولى في تاريخهما علماً بأنه لم يشرف على المنتخب الخليجي في النهائيات لأنه أقيل من منصبه قبل التوجه إلى الولايات المتحدة.
ويقول بينهاكر: "لن نغير من فلسفتنا في مواجهة ألمانيا، اللاعبون مرتاحون ولا يواجهون أي ضغوطات".
وأكد أن قائد ألمانيا ميكايل بالاك هو أخطر لاعب ويجب وقف التموين باتجاهه والحد من خطورته.
وتابع: "إذا أردنا أن نهزم الألمان نستطيع أن نلتقط أنفاسنا فقط عندما يصعدون إلى الحافلة...لا يستسلمون أبدا. يبقون دائما في الطليعة ولا يفقدون التركيز. إنهم قادرون على إيجاد قوة إضافية حتى اللحظات الأخيرة وعلى القيام بعمل إضافي أيضا. يملكون مؤهلات كبيرة وأنا احترمها".
وأكد أيضاً أن جميع لاعبي منتخب بولندا يملكون الحافز الكافي لمواجهة ألمانيا "معظمهم ليس بحاجة إلى حافز إضافي. الجميع ينتظرون هذه المباراة ويعرفون ما أريده منهم وماذا عليهم أن يفعلوا"، وختم قائلاً "نعرف كل شيء عن المنتخب الألماني".
تستهل النمسا المضيفة مشوارها في كأس الأمم الأوروبية بمواجهة غير سهلة أمام كرواتيا ضمن المجموعة الثانية في فيينا، وتسعى إلى تحاشي نفس مصير بلجيكا التي تعتبر حتى الآن الدولة الوحيدة المضيفة التي خرجت من الدور الأول في النهائيات.
يذكر أن المنتخبين التقيا للمرة الأخيرة عام 2006 في فيينا أيضاً، وخرجت كرواتيا بفوز ساحق (4-1).
غابت النمسا عن البطولات الكبرى منذ مشاركتها في كأس العالم عام 1998 عندما خرجت من الدور الأول.
وأعرب المدير الفني النمساوي جوزيف هيكرسبرغر عن أمله في أن يكون فريقه نداً عنيداً لمنافسه الكرواتي قائلاً: "الأجواء داخل المنتخب رائعة، وأنا واثق من أننا سنقدم أداء رفيع المستوى في مواجهة كرواتيا، والأمر لن يكون نزهة بالنسبة إليها"، وتابع "قد نحقق المفاجأة ونفوز في المباراة خصوصا أننا نلعب على أرضنا وبين جمهورنا".
وتمثل المباراة أهمية خاصة لمهاجم النمسا المخضرم إيفيكا فاستيتش لأمرين، أولهما أنه اللاعب الأكبر سناً في البطولة (38 عاماً)، وثانيهما لأنه من أصل كرواتي وبالتالي قد يواجه منتخب بلاده الأصلي.
ومن المتوقع أن يشارك فاستيتش احتياطياً في المباراة التي قال عنها: "ستكون هامة بالنسبة إلي، سواء خضتها أم لم أشارك فيها".
وترغب كرواتيا في أن تلعب دور الحصان الأسود كما فعلت في التصفيات، عندما نجحت في إخراج إنكلترا بفوزها عليها في المباراة الأخيرة (3-2) على ملعب ويمبلي في لندن.
وتعرضت كرواتيا التي يشرف على تدريبها مدربها السابق سلافن بيليتش لضربة قوية تمثلت بإصابة هدافها في التصفيات البرازيلي الأصل إدواردو دا سيلفا في آذار/مارس الماضي، عندما كان يخوض مباراة فريقه آرسنال ضد برمنغهام في الدوري الإنكليزي، وسيغيب عن الملاعب لفترة تسعة أشهر.
وأعلن بيليتش يوم السبت تشكيلته الرسمية التي لم تتضمن أي مفاجأة، بعد أن حام الشك حول مشاركة المدافع فدران كورلوكا الذي أصيب في وتر أخيل الجمعة، لكنه سيشارك أساسياً.
وضمت التشكيلة كل من حارس المرمى بليتيكوسا، وللدفاع كورلوكا وروبرت كوفاتش وسيمونيتش وبرانييتش، ولخط الوسط سرنا ونيكو كوفاتش ومودريتش وكرانيكار، وأخيراً المهاجمين بيتريتش وأوليتش.
ويعول بيليتش على صانع الألعاب لوكا مودريتش الذي يتوقع له النقاد مستقبلاً باهراً، والذي انتقل الشهر الماضي إلى صفوف توتنهام الإنكليزي، بعد أن كانت تتهافت عليه أبرز الأندية الأوروبية.
وأطلقت على مودريتش ألقاب عدة أبرزها كرويف الكرة الكرواتية، علماً أن اللاعب يشبه "الهولندي الطائر" بعض الشيء، كما يرتدي الرقم 14 أيضاً مثله.